في قديم الزمان، كانت هناك مزرعة هادئة تعيش فيها فتاة صغيرة تُدعى "نورا" مع والديها. كانت نورا تحب الحيوانات كثيرًا، وخاصة الحصان الجميل "رعد" الذي كان يعيش في المزرعة. كان رعد حصانًا قويًا وسريعًا، ولكن ما جعله مميزًا هو جناحاه الكبيرين اللذين يشبهان أجنحة النسور.

كان رعد حصانًا طائرًا، لكنه لم يستخدم جناحيه للطيران منذ سنوات طويلة بسبب خوفه من السقوط. كانت نورا تحاول دائمًا أن تشجعه على الطيران، لكنها لم تنجح.

في أحد الأيام، بينما كانت نورا ورعد يستريحان تحت شجرة كبيرة، اقتربت منهما عجوز غريبة المظهر. قالت العجوز:
"أيتها الفتاة الصغيرة، حصانك هذا ليس كأي حصان. إن لديه قدرة على الطيران إلى عالم الأحلام، لكن عليه أن يتغلب على خوفه أولاً."

نظرت نورا إلى رعد وقالت:
"رعد، هل سمعت ذلك؟ يمكنك فعلها! العالم ينتظر طيرانك."

ابتسمت العجوز وأخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة وقالت:
"هذه المرآة ستحملكما إلى صحراء الأحلام، ولكن عليكما أن تعملا معًا لتتجاوزا التحديات هناك."

أمسكت نورا المرآة بحماس ووضعتها أمام رعد. في لحظة، بدأ نورا ورعد يشعان بضوء قوي، وفجأة وجدا نفسيهما في عالم غريب مليء بالرمال الذهبية والكثبان العالية.

قالت نورا:
"هذه صحراء الأحلام! علينا أن نجد الطريق إلى القصر الذهبي."

لكن الطريق لم يكن سهلاً. في البداية، واجها عاصفة رملية ضخمة. قالت نورا لرعد:
"علينا الطيران لتجاوز العاصفة. ثق بجناحيك!"

تردد رعد قليلاً، لكنه قرر المحاولة. بدأ برفرفة جناحيه بقوة، ثم انطلق في الهواء. كان الطيران صعبًا في البداية، لكنه سرعان ما شعر بالحرية والمتعة.

بعد العاصفة، وصلا إلى بحيرة صغيرة، حيث ظهر تنين مائي يحرس الجسر المؤدي إلى القصر. قال التنين:
"إذا أردتم العبور، عليكم أن تحلوا لغزي: ما هو الشيء الذي يزداد كلما أخذت منه؟"

فكرت نورا قليلاً ثم ابتسمت وقالت:
"الحفرة! كلما أخذت منها، أصبحت أكبر."

أومأ التنين برأسه وسمح لهما بالعبور.

عندما وصلا إلى القصر الذهبي، ظهرت العجوز مجددًا وقالت:
"لقد أثبتما شجاعتكما. الآن، يمكنكما العودة إلى عالمكما."

عاد نورا ورعد إلى المزرعة، ولكن هذه المرة كان رعد يطير بثقة عالية. أصبح الحصان الطائر رمزًا للشجاعة في القرية، وأصبحت نورا معروفة بحبها ودعمها لحيواناتها.

الدّرس: الشجاعة والإصرار يمكن أن يساعداك في التغلب على أكبر المخاوف وتحقيق المستحيل.