الأميرة ليلى ومملكة النجوم
في قديم الزمان، عاشت أميرة طيبة القلب تُدعى ليلى في مملكة تُسمى "وادي القمر". كانت ليلى تتميز بجمالها البسيط وروحها المشرقة، وكانت تُحب النجوم وتأمل كل ليلة أن تحقق يومًا ما حلمها بالسفر إلى السماء لتلامس تلك النجوم اللامعة.
ذات ليلة، وبينما كانت ليلى تتأمل السماء من شرفتها، رأت شيئًا عجيبًا. بدا وكأن إحدى النجوم قد بدأت تخفت تدريجيًا حتى اختفت تمامًا. لم يمر وقت طويل حتى سقط أمام قصرها جسم صغير لامع. عندما اقتربت منه، اكتشفت أنه نجمة صغيرة تبكي.
قالت النجمة بصوت حزين:
"أيتها الأميرة الطيبة، لقد سرقت الساحرة الظلامية نورنا، ومملكتنا، مملكة النجوم، في خطر. نحن بحاجة إلى شخص شجاع لمساعدتنا، وقد اخترناك لأن قلبك مليء بالطيبة والنور."
وافقت ليلى دون تردد، وسألت النجمة:
"كيف يمكنني مساعدتكم؟"
ردت النجمة:
"عليك السفر معي إلى مملكة النجوم، وهناك ستواجهين تحديات عديدة لاستعادة النور المسروق. لكن تذكري، الرحلة ليست سهلة، وستحتاجين إلى الصبر والشجاعة."
رحلة إلى السماء
ركبت ليلى عربة سحرية تقودها النجمة الصغيرة، وانطلقت في رحلة مذهلة عبر السماء. رأت الكواكب تلمع حولها، والمجرات تدور كأنها لوحات فنية. عندما وصلت إلى مملكة النجوم، فوجئت بأنها أصبحت مظلمة وكئيبة، فقد كان النور المسروق هو ما يجعلها نابضة بالحياة.
قابلت ليلى ملك النجوم، الذي أخبرها أن الساحرة الظلامية تحتفظ بالنور في كهف مخيف مليء بالفخاخ السحرية، وأنه لا يمكن استعادته إلا إذا اجتازت ثلاثة اختبارات.
الاختبار الأول: قلب نقي
قادها ملك النجوم إلى غابة مليئة بالظلال الحية. كان عليها أن تعبر الغابة دون أن تشعر بالخوف أو الكراهية تجاه المخلوقات التي تحاول تخويفها. تذكرت ليلى نصيحة النجمة الصغيرة:
"النور الحقيقي يأتي من القلب النقي."
واجهت الظلال بابتسامة وثقة، وبفضل طيبتها، استطاعت عبور الغابة بأمان.
الاختبار الثاني: ذكاء وإبداع
وصلت ليلى إلى بحيرة سحرية، حيث وجدت لغزًا مكتوبًا على صخرة:
"أنا شيء لا يمكنك رؤيته، لكنه يضيء حياتك. كلما شاركته، زاد جماله. فما أنا؟"
فكرت ليلى قليلًا ثم قالت:
"إنه الحب."
ما إن نطقت الإجابة الصحيحة حتى تحولت البحيرة إلى جسر من الضوء يقودها إلى الكهف.
الاختبار الثالث: مواجهة الساحرة
عندما وصلت ليلى إلى الكهف، وجدت الساحرة الظلامية تحرس النور المسروق. كانت الساحرة مستعدة لمهاجمتها، لكنها توقفت عندما قالت ليلى:
"لماذا تسرقين النور؟ أليس في قلبك ما يكفي لتُضيء حياتك دون إيذاء الآخرين؟"
تأثرت الساحرة بكلمات ليلى، فبدأ قلبها القاسي يلين. اعترفت بأنها سرقت النور لأنها كانت تعيش في ظلام دائم وتشعر بالوحدة. قالت ليلى:
"يمكنك أن تكوني جزءًا من هذا النور، إذا اخترت نشر الحب بدلًا من الظلام."
بفضل طيبة قلب ليلى، أعادت الساحرة النور إلى مملكة النجوم، وامتلأت السماء مرة أخرى بالضياء.
العودة إلى الأرض
شكر ملك النجوم الأميرة ليلى وأهداها نجمة صغيرة خاصة بها لتذكرها دائمًا بأن النور الحقيقي يأتي من القلب. عادت ليلى إلى مملكتها، حيث قصت مغامرتها على الجميع، وأصبحت مثالًا للطيبة والشجاعة.
النهاية.