القصة "حسن وعمه الكريم"

في قرية صغيرة، عاش طفل يُدعى حسن.
كان حسن يتيمًا فقد والديه في حادث مؤلم وهو في سن الخامسة. بعد الحادث، انتقل حسن للعيش مع عمه كريم. كان عمه مزارعًا بسيطًا، يعمل بجد ليكسب قوت يومه. ورغم قلة المال، كان كريم قلبه مليئًا بالحب والحنان، وكان يعامل حسن كما لو كان ابنه.

لكن حسن كان يشعر بالحزن كثيرًا.
كان يفتقد والديه بشدة، وغالبًا ما كان يجلس تحت شجرة كبيرة في الحقل يتأمل السماء، متخيلًا أن والديه ينظران إليه من بعيد.

ذات يوم، لاحظ عمه كريم حزنه وقال له:
"يا حسن، أعلم أن فقدان والديك صعب، لكن تذكر أنك الآن جزء من عائلتي، وسأكون دائمًا هنا من أجلك. الحياة مليئة بالتحديات، لكننا نقوى معًا."

وبدأ عمه يعلمه شيئًا جديدًا كل يوم.
علّمه كيف يزرع الأرض، وكيف يسقي الأشجار. كان عمه دائمًا يقول:
"الزرع مثل الحياة، يا حسن. إن زرعت الخير، حصدت الخير."

مرت الأيام، وبدأ حسن يشعر بالفرح من جديد.
كان يحب قضاء الوقت مع عمه، يتعلم منه دروسًا قيّمة عن الصبر والعمل الجاد. كان كريم يقول له دائمًا:
"يا حسن، النجاح لا يأتي بسهولة. يجب أن تعمل بجد وتساعد من حولك."

وفي أحد الأيام، حدث شيء غير متوقع.
بينما كان حسن وعمه يعملان في الحقل، رأوا عصفورًا صغيرًا سقط من عشه. حمل حسن العصفور بحذر وقال لعمه:
"ماذا نفعل؟ لا يمكننا تركه هنا، قد يتعرض للخطر!"

ابتسم كريم وقال:
"لديك قلب طيب، يا حسن. لنساعده معًا."

بنى حسن وعمه عشًا صغيرًا على شجرة قريبة ووضعوا العصفور فيه. ظل حسن يعتني بالعصفور كل يوم حتى كبر واستطاع الطيران.

أدرك حسن شيئًا مهمًا في ذلك اليوم.
قال لعمه: "كما ساعدنا هذا العصفور، أريد أن أساعد الآخرين دائمًا. كما فعلت أنت معي يا عمي."

ابتسم كريم وربت على كتف حسن قائلاً:
"هذا ما كنت أتمناه دائمًا. أن تصبح شخصًا طيب القلب وقويًا في مواجهة الحياة."

ومع مرور الوقت، أصبح حسن شابًا ناضجًا.
بدأ يساعد عمه في المزرعة، كما أصبح محبوبًا في القرية لمساعدته الجميع. كان يروي قصته للأطفال الآخرين ليعلمهم أهمية العائلة والعمل والرحمة.

وهكذا عاش حسن حياة مليئة بالحب والعطاء،
وظل يقول دائمًا:
"رغم أنني فقدت والديّ، إلا أنني وجدت في عمي كريم أبًا ثانيًا علّمني كل شيء عن الحياة."